تحت ظلال جبال سيناء، تقع مدينة دهب التي كانت في الأصل قرية صيد بدوية، لتصبح اليوم واحدة من أهم وجهات الغوص على البحر الأحمر في مصر. يزور دهب الباحثون عن المغامرة، محبو الطبيعة، وحتى السياح المحليين الهاربين من صخب المدن المزدحمة.
تقع دهب على بعد ساعة من شرم الشيخ، وتمتاز بأجواء هادئة تجمع بين النشاط والحيوية وأجواء الاسترخاء التي تجعلها وجهة مثالية للاستجمام. تنتشر على طول الواجهة البحرية ممشى مليء بالمطاعم العالمية والمقاهي، ومحلات الحرف اليدوية، والفنادق التي تلبي مختلف الميزانيات. هذا الممشى الملون يعكس تنوع المجتمع المحلي، حيث يلتقي سكان بدو سيناء مع المصريين من المدن الكبرى والأجانب من مختلف الجنسيات.
التجارب الفريدة في دهب
يُعد “الثقب الأزرق” واحدًا من أكثر مواقع الغوص شهرة في العالم، يُعرف كأخطر بقعة للغوص. يجذب هذا الموقع الغواصين من جميع أنحاء العالم بفضل تحديه الفريد، إذ يصل عمقه إلى حوالي 100 متر، مما يجعله وجهة مثيرة لعشاق المغامرات.
على بعد مسافة قصيرة من دهب، يمكن للزوار تجربة المغامرة في محمية رأس أبو جالوم الوطنية، والتي تمتد على مساحة واسعة من الشواطئ والشعاب المرجانية، وهي مثالية لهواة الغطس. كذلك، هناك مواقع أخرى مثل “البحيرة الزرقاء” التي تجذب عشاق التزلج على الماء.
أجواء التخييم والتسلق
يتوجه الكثيرون أيضًا إلى وادي قني لممارسة تسلق الصخور، حيث تقدم التضاريس الرملية والبازلتية تجربة فريدة للتسلق. هذا الوادي يعتبر من أفضل المواقع لتجربة التسلق المختلفة، سواء للمبتدئين أو المحترفين، بفضل تنوع الطرق والبيئة الملائمة.
تتيح دهب للزائرين فرصة قضاء الليل في مخيمات مفتوحة تحت السماء المرصعة بالنجوم، ما يجعلها تجربة متكاملة تجمع بين المغامرة والاسترخاء.
جمال البساطة في دهب
منطقة “البحيرة الزرقاء” مثال على البساطة الساحرة، حيث لا يتوفر هناك اتصال بالإنترنت أو شبكات الهاتف. إن هذا الانقطاع المؤقت عن وسائل التواصل يجعل منها وجهة مثالية للراغبين في الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية.
الحياة خلال الجائحة
أثناء جائحة كورونا، تحولت دهب إلى ملاذ آمن لبعض المصريين الذين فضّلوا قضاء فترة الحجر الصحي بعيدًا عن الازدحام في المدن. ومع قيود السفر، أصبحت دهب وجهة آمنة نسبيًا، حيث وفرت مساحة أكبر لممارسة التباعد الاجتماعي والاستمتاع بالحياة في جو هادئ بعيدًا عن تأثير الأخبار السلبية.
دهب بعد كورونا
مع عودة حركة السياحة، يُتوقع أن تستعيد دهب مكانتها كوجهة سياحية رئيسية، وذلك بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة ومرافقها المتنوعة. إضافة إلى ذلك، فإن توفر العديد من الفنادق الاقتصادية التي لم تتأثر بشكل كبير يجعل دهب وجهة مفضلة لمن يبحث عن السفر بعد رفع القيود.