طرابزون
تُعَد مدينة طرابزون التركية آية من الجمال بموقعها الفريد ومناظرها الطبيعية ، قامت صحيفة “الراي” الكويتية بنشر تقرير عن المدينة قائلة “تبقى هنالك في موقعها الفريد جنة تسقي الأساطير ماء الغمام، فيتشقق الزمان ويرحل المكان متى ظهرت فوق عرش من البحر فاتنة، ومتى اشتعلت في يديها خطوط الكتابةِ، وانهمرت من أنامل عشقها غيوم الحروف تجمع بين النجوم والأقمار والعطاء زمنها الذي يبدأ منه الفجر”.
وتابعت “الراي” حديثها عن طرابزون قائلة ترسم المدينة خارطة للزمان بلون الحقول فتتضاحك فيها الألوان تحرسها الشمس وترعاها الجبال مروحة خضراء على جسد الصيف أو تميمة معلقة على صدر الأرض إلى حين.
ولفت التقرير إلى أن مدينة طرابزون تعتبر من أكبر المدن التركية في شرق البحر الأسود. وتمتاز بتاريخ عميق، وثقافة غنية ، وتتميز شقق طرابزون بأنها ضمن طبيعة جميلة من تضاريس جبلية وسهلية مختلفة من جبال خضراء وغابات كثيفة وبحيرات وأنهار وجداول مياه وشلالات وجو معتدل، فجبالها مكسوّة بغابات أشجار الصنوبر والسنديان والزان، وتتنوع زهورها البرية التي تحيط بالمنطقة بكاملها كما تتميز بغزارة أمطارها طوال العام فتتخلّل مياهها من وسط الغابات وبين الصخور منسابة نحو البحر.
ذكرت الصحيفة ، أما عن تسمية المدينة، فحسب الأساطير اليونانية اشتُق اسم طرابزون من اسم بطل من أبطال الخرافات اليونانية، لكن لا يوجد دليل واضح يثبت من أين جاء اسم المدينة. ويقول بعض المؤرخين إن اسم المدينة مشتق من كلمة ترابزيوس، وتعني بلغة أهل الأناضول القديمة أربع زوايا، ويقصد هنا بالزوايا الأربع شكل زوايا قلعة المدينة التي تقع على سطح مستوى بين الوديان العميقة.
وأضافت الصحيفة أن مدينة طرابزون أرضها في البحـــــر سابحــة تُمجـّد الله في ســـــــر وإعــــلانِ وطيور جبالها مقبـــلة كـــــأنها العــقد من حبات مرجـان وأنوار، بيوتها فوق الشامخات أضواء فرح في كـــل ناحــيـــــة، وورودها في كل مكان يفوح منها طيـب النسائم وأعلامها ترقص منتشية ببهجتــهــا وطــيـــورها المتعددة الألوان والأشكال تسمعها تردد عــــــذب التغــاريـد مما أكسب السياحة في تركيا المزيد من السياح و الزوار سنوياً.
وأِشارت “الراي” أنه يوجد في مدينة طرابزون 12 نهرا أهمها نهر القلعة، نهر السيرا، نهر فلودرة، نهر يان بولو ونهر سورمينا. كما تحتضن 4 بحيرات أشهرها بحيرة “أوزنغول”، التي تكوّنت من السيول الشتوية امتزجت مياهها بخضرة الأشجار التي تحفّها من كل جانب. تقع في حضن الجبال المكسوّة بالمراعي الدائمة الخضرة التي تنساب مياه جداولها من بين صخورها التي تنتهي بالبحيرة.يمكنكم الجلوس بظلال أشجارها المحيطة بها والاستمتاع بمشاهدة طبيعتها العذراء التي لم تمسسها يد بشر ونسيمها العليل. كما يمكنكم مشاهدة الأسماك في مياهها، وقمة المتعة أن تقوموا باستئجار مركب بالمجاديف وتبحروا عبر مياهها ، وتضفي عليها مزيدا من السحر والجاذبية، ليلا عندما يسودها الضباب ويلف غاباتها فتبدو إحدى روائع الخيال، وفي الشتاء تتجمد البحيرة وتغطي الثلوج المنطقة.
وذكرت “الراي” أنه يوجد في مدينة طرابزون متحف آيا صوفيا، وهو يتفق في الإسم فقط مع آيا صوفيا في إسطنبول، وكذلك عدة كنائس و مساجد؛ فيوجد جامع الفاتح، وجامع السمرجيلار، وجامع إسكندر باشا، وجامع غولبار خاتون.
وأشارت الصحيفة ، أن مدينة طرابزون تقع بين ريز وغايرسن وغوموشين وبيبرت، وتغطي الجبال والهضاب الخضراء 77% من أراضيها و تزايدت شعبيتها مؤخّرا كمقصد يضم الكثير من المعالم الأثرية العائدة بتاريخها إلى حضارات متعددة، إذ خضعت المدينة، قبل أن تنطوي تحت راية الدولة العثمانية في عام 1461م، للعديد من الإمبراطوريات ابتداء بالفارسية والمقدونية، مرورا بمملكة البونتوس والإمبراطورية الرومانية وانتهاء بمملكة الكومينوس.
وقالت الصحيفة أن مدينة طرابزون تشتهر بخبزها. ويتميز بحجمه الكبير وشكله شبه الكروي. وكذلك تميّزها بمعجنات الجبنة، وسمك الأنشوجة ذي الحجم الصغير، ويطهو الطرابزيون من هذا السمك كل شيء من الشوربات إلى السمك المقلي والمحشي. ويصاد هذا السمك من البحر الأسود في الشتاء، و بعد الصيد يرقص الصيادون رقصة الهورون المشهورة عنهم.
وعن الموسيقى والرقصات الشعبية في المدينة لفتت “الراي” أن السكان يستخدمون آلة الكافال ، وهي آلة موسيقية تشبه الناي مصنوعة من القصب، والزرنة وهي من الآلات الشعبية في العراق وسورية، كما يستخدم الكمان. وتشتهر مدينة طرابزون برقصة الهورون.
Languages spoken | التركية |
---|---|
Country name | تركيا |