تُعتبر فيوم واحدة من الجواهر المخبأة في مصر، حيث تتواجد على بعد أقل من ساعتين من القاهرة، وتُعد ملاذًا طبيعيًا من صخب المدينة. تشتهر هذه الواحة بسحرها الطبيعي، بما في ذلك بحيراتها الخلابة، والشلالات المتدفقة، وتاريخها العريق الذي يعود إلى ملايين السنين.
عندما تتجه إلى فيوم، ستشعر بالتغيير الفوري في الأجواء. كما يقول المصور الإيطالي فريدريكو كورنو: “عندما تقترب من فيوم، تصبح الحياة أكثر هدوءًا ونظافة”. تتنوع المناظر هنا بين المزارع الخضراء، والفنون، والحرف اليدوية، مما يجعلها وجهة فريدة من نوعها تعكس جانبًا مختلفًا من مصر بعيدًا عن الصور النمطية المرتبطة بالرمال والأهرامات.
تُعتبر شلالات وادي الريان أكبر شلالات في مصر، وهي تتكون من بحيرتين اصطناعيتين، مما يجعلها وجهة شهيرة لمحبي الطبيعة والمغامرة. يمكنك الاستمتاع بجمال هذه الشلالات من المنحدرات السفلية، حيث تمنحك تجربة فريدة وسط الصحراء.
وفي الوادي نفسه، تجد وادي الحيتان، وهو موقع تراثي عالمي يُظهر بقايا الحيتان القديمة. يُعد هذا الوادي متحفًا مفتوحًا يروي قصة تطور الحياة، حيث يُمكنك رؤية هياكل العظام المحفوظة التي تعود إلى 40 مليون عام. لا تفوت زيارة المتحف الذي يُعرض فيه بقايا الحيتان القديمة، بما في ذلك البازيلوسورس الذي يعد واحدًا من أكبر الحيتان القديمة.
أما بحيرة قارون، فهي واحدة من أقدم البحيرات في العالم، ورغم أنها ليست مناسبة للسباحة، إلا أنها تعد وجهة مثالية لعشاق الطيور، حيث يمكنهم مشاهدة 88 نوعًا مختلفًا من الطيور، بما في ذلك طيور النحام. توفر البحيرة بيئة مثالية للكائنات البحرية وتساهم في الحفاظ على التوازن البيئي.
ولمزيد من الثقافة، يُعتبر قرية تونس نقطة انطلاق للفنون والحرف اليدوية. يتمتع السكان المحليون بموهبة صناعة الفخار الجميل، وهو ما يُعرض في مهرجان الفخار السنوي، الذي يجذب الزوار من كل حدب وصوب. يُعد المهرجان فرصة رائعة للاستمتاع بالأجواء الفنية والحرف اليدوية المميزة.
تجذب فيوم الزوار الذين يبحثون عن الهدوء والسكينة، ولكن أيضًا الذين يسعون للمغامرة والاكتشاف. تُقدم هذه الواحة مزيجًا من الأنشطة، بدءًا من الرحلات الصحراوية، إلى استكشاف المعالم الطبيعية، والمشاركة في الفعاليات الثقافية.
مع جميع هذه المزايا، تبدو فيوم وجهة مثالية للسياحة. يمكن للزوار استكشاف العديد من معالمها في جولة واحدة، مما يجعلها خيارًا رائعًا لعطلة نهاية الأسبوع أو يومًا ممتعًا بعيدًا عن صخب المدينة.